قصة السمكات الثلاث
في إحدى البحيرات كانت هناك سمكة كبيرة ومعها ثلاث سمكات صغيرات، نظرت واحدة منهم من تحت الماء، وصعدت برأسها قليلاً على وجه الماء فرأتها واحدة من الطيور المحلقة فوق الماء فخطفتها ثم ابتلعتها، وتبقى سمكتين فقالت إحداهما: أين نذهب؟ فقالت الأخرى: ليس أمامنا إلا الغوص إلى قاع البحيرة، وفي الطريق إلى القاع وجدوا أسراب من السمك الكبير المفترس، فأسرعت سمكة كبيرة إلى إحدى السمكتين الصغيرتين وقامت بابتلاعها، ففرت السمكة الأخرى
وهي تشعر أن الخطر يهددها في أعلى البحيرة من الطيور وفي أسفلها السمك الكبير بأكل السمك الصغير فأين تذهب؟ ولا تستطيع الحياة إلا في الماء، فأسرعت إلى أمها وهي خائفة مذعورة وقالت لها: ماذا أفعل يا أمي ؟ إذا صعدت اختطفني الطير، وإذا غصت ابتلعني السمك الكبير، فقالت الأم: يا ابنتي إذا أردت نصيحتي فإن خير الأمور الوسط.
الحديقة النظيفة
كان العصفور الجميل يطير فوق شجرة البلوط الكبيرة، ثم هبط إلى أسفل جذع الشجرة، حيث تقيم السلحفاة، و نادی بصوت عال : ايتها السلحفاة … ايتها السلحفاة ، اطلت السلحفاة براسها وقالت : من ينادي ؟ التفتت جهة اليمين، فرأت العصفور الجميل،ففرحت وقالت : تفضل أيها الصديق العزيز ، دخل العصفور إلى بيت السلحفاة، فأدرك أنها تحزم أمتعتها، فسألها باستغراب هل أنت راحلة ؟ هزات السلحفاة رأسها وقالت : نعم، سأرحل من هنا، لم أعد أحتمل البقاء في هذه الديار، بسبب هؤلاء الأطفال الأشقياء، تعجب العصفور وقال : ولكن بيتك هنا ، فكيف سترحلين وتتركينه ؟
لم تجب السلحفاة عن سؤال العصفور، ولكنها استأنفت الحديث قائلة : إن الأطفال الأشقياء يأتون إلى الحديقة في عطلة نهاية الأسبوع ليلعبوا بالكرة، وبعد الانتهاء من ذلك يجلسون تحت شجرة البلوط ليتناولوا طعام الغداء، وحين ينتهون من أكل طعامهم يتركون قشور الفواکه ، والمحارم الورقية، والاكياس البلاستيكية على الارض، ويعودون الى بيوتهم، نظر العصفور حوله مرة ومرة ثم قال : انك تبالغين أيتها السلحفاة، لأن الحديقة نظيفة، فما الذي يزعجك إذن ؟ ابتسمت السلحفاة قليلا ثم قالت : نعم انها نظيفة الان ، لانني اخرج بعد مغادرتهم، وأنظف المكان كل مرة، ثم يعودون بعد اسبوع لتتسخ الحديقة من جديد . وانا عازمة على الرحيل، وساقيم عند اختي في حديقة السرو.. عز على العصفور أن ترحل صدیقته السلحفاة، فأخذ يفكر في طريقة مقنعة، لتتراجع عن رحيلها، ثم قال : أرجوك أن تبقي هنا، وسنتعاون في حل المشكلة . طار العصفور، وعاد بعد ساعة يحمل في منقاره مجموعة من الأوراق البيضاء الكبيرة، فوضعها داخل بيت السلحفاة، ثم سألها : هل لديك فرشة وألوان ؟
أحضرت السلحفاة الفرشة وألواناً حمراء وصفراء وخضراء، وأعطتها للعصفور، غمس العصفور الفرشة في اللون الأحمر، وكتب على ورقة بيضاء بخط كبير: حافظوا على نظافة الحديقة، ثم كتب باللون الأصفر على ورقة ثانية : البيئة دليل على حسن الأخلاق ، أسرعت السلحفاة وكتبت باللون الأخضر على ورقة ثالثة : النظافة من الإيمان، وبعد ذلك حمل العصفور تلك الأوراق بمنقاره ، وعلقها على شجرة البلوط ...وعندما حضر الاطفال في عطلة نهاية الاسبوع أخذوا ينظرون إلى الاوراق المعلقة وهم يضحكون ، مد أحدهم يده فتناول إحدى الأوراق المعلقة بعنف ، ثم جعلها كالكرة، والقاها على صديقه، فقلده سائر الأطفال، وأخذوا يقذفون تلك الأوراق المكورة على بعضهم، ثم تركوها على الأرض، وذهبوا يلعبون بالكرة .
تناول الاطفال غداءهم ثم ذهبوا، دون ان ينظفوا مكان غدائهم ، فاصبحت الحديقة متسخة جدا، خرجت السلحفاة من بيتها ، فلما رات ذالك المنظر هزت رأسها وقالت : لا فائدة، لن أبقى هنا ، لابد من الرحيل، ثم اغلقت باب بيتها ، وسارت ببطء خارج الحديقة ، متوجهة الى بيت اختها في حديثة السرو...عاد الأطفال بعد أسبوع إلى الحديقة، فوجدوها غير نظيفة .تساءل أحد الأطفال : عجباً، لماذا لم نجد الحديقة نظيفة مثل كل مرة ؟ وقال اخر : يمكن أن یکون الذي ينظفها قد مات أو. . . وقبل أن يكمل جملته قال طفل ثالث: لاتهتموا بذلك ،هيا نلعب بالكرة
لعب الاطفال طويلا،فاحسوا بالتعب والجوع . جلسوا تحت شجرة البلوط، فـــتناولوا غداءهم، وتر کوا الأوراق والاكياس والقشور على الارض ، كما كانوا يفعلون في كل مرة ، وعادوا الى بيوتهم .وعندما عاد الاطفال الى الحديقة بعد اسبوع ، لم يجدوا اي مكان نظيف يجلسون فيه لتناول طعام الغداء . صاح أحد الأطفال بصوت عال :هذا المكان متسخ جدا ، ولن أتناول طعامي فيه، فأيده في ذلك طفل ثان قائلاً : لا يمكن أن نتغدى في مكان غير نظيف ، لان ذالك يضر بصحتنا ، ولا يليق بنا ان نفعل ذالك .
وقف أحد الأطفال يخاطب زملاءه، قائلاً : علينا أن نتحمل مسؤولية خطئنا، والأ نستمر في التصرفات غير السليمة هيا ننظف الکان اولاً، ثم نتناول طعامنا ، اقتنع زملاؤه بصحة كلامه، فأخذوا يجمعون الأوراق والقشور، ويضعونها في أكياس كبيرة، حتى أصبحت الحديقة نظيفة تماما ، سر الأطفال بما صنعوا، وقال احدهم : الان ، ما أطيب الطعام في الحديقة النظيفة ! وتعاهدوا على أن يحضروا معهم الأكياس في المرات القادمة ، لتبقى الحديقة نظيفة جميلة على الدوام، اشتاقت السلحفاة إلى بيتها، فقالت تحدث نفسها : سأعود إلى بیتي، حتی لو بقیت أنظف الحديقة وحدي ، وسارت نحو بيتها، ولما وصلت قرب شجرة البلوط أثارها ما رأته من نظافة الحديقة ، فاستغربت قائلة : ترى من كان ينظف الحديقة بعدي ؟...كان العصفور الجميل يرقب عودة السلحفاة بشوق كبير، فلما رآها هبط إلى أسفل، وقص عليها الحكاية، فسرت كثيراً وقالت : لقد أصبحوا أطفالا طيبين، ولن أترك بيتي بعد اليوم، فما أجمل العيش في المكان النظيف !.
تعليقات
إرسال تعليق